الحب والجنس والغرام عند المحجبات والملتحين بالمغرب

découverte - تحقيق خاص
إعداد: عبدو + حمزة

الحب، هو ذلك المارد الذي لا يصمد أمامه قلب يطرق بابه دون أن يفتحه له على مصراعيه، فهو لا يميز بين صغير ولا كبير، ولا بين امرأة أو رجل، وفي السنوات الأخيرة وأمام المد والغزو الإعلامي للأفلام التركية والمكسيكية تحول المغرب إلى مختبر مفتوح لشتى أنواع العلاقات الغرامية، حتى أننا أصبحت لا تكاد تعبر زقاقا أو شارعا، أو تمر عبر حديقة عامة، دون أن تقع عيناك على شاب يعانق صديقته عند ركن منزل، أو رجل يقبل امرأة عند مدخل بوابة عمارة، كما قد يكون الأمر أكثرحرارة فتقع عيناك على عشيقين في ممارسة جنسية كاملة داخل سيارة أو خلف سور من أسوار الشواطئ والمؤسسات العامة النائية، غير أنّ الظاهرة الغريبة التي أثارت انتباهنا في السنوات الأخيرة هي إقبال عدد ممن يحسبون على التيارات الإسلامية إلى زمرة العشاق والمغرمين، فأصبنا نرى بين الفينة والأخرى أحدهم يحتضن محجبة داخل سيارته، أو داخل مدرج فارغ من مدرجات الجامعات المغربية، وكم مرة تجد ملتحي يمارس الجنس على عشيقته داخل سيارته في خلاء من الخلوات الكثيرة عندنا في ضواحي المدن الكبرى.
وفي مغامرة فريدة من نوعها، قررت "آش كاين" اقتحام عالم العشاق والمغامرات الجنسية عند المحجبات والملتزمين، والنبش وراءهم واقتفاء آثارهم، لتأتيكم بهذا التحقيق المثير والفريد والأول من نوعه، في عالم الصحافة المغربية.

كانت بداية التحقيق باقتحامنا لدهاليز الجامعات المغربية التي تعتبر الوكر الأول في المغرب لمثل هذه الأنواع من العلاقات، ومن أجل تسهيل المأمورية على طاقم "آش كاين" فقد قررنا ولوج إحدى الكليات التي درس بها صحفيان من طاقم "آش كاين" ويعرفان تمام المعرفة أمكنة تواري العشاق الملتزمون من أجل الاستمتاع بساعات أو دقائق من تبادل القبل والأحضان، توقفنا بعيدا عن باب الكلية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، دخلنا إلى الكلية حاملين حقائبنا بشكل يوحي أننا طلبة، وقبل دخولنا أثار انتباهنا تجمهر عدد من الملتحين المحسوبين على التيارات الإسلامية، مجموعة من الطلبة شبان يرتدون أقمصة قصيرة تكاد تبدي ركبهم، ولحي طويلة مرسلة وطاقيات على الرؤوس، ومعهم تقف طالبات أغلبهن ترتدين اللباس الشرقي الإسلامي، أي الخمار، وتبدين وجوههن، في حين كانت إحداهنّ ترتدي النقاب، لم نعر الأمر اهتماما وتابعنا طريقنا إلى داخل الكلية، توقفنا لدقائق لنخطف بعض المعلومات من أحد حراس الكلية المياومين، الذي كان يعرفه زميل لنا تمام المعرفة خلال دراسته بالكلية، بدأنا معه الحوار بشكل عادي في مواضيع متعددة سريعا، حتى لا نثير انتباهه إلى كوننا في إطار إجراء تحقيق صحفي، قبل أن نبدأ في استلال بعض المعلومات منه عن موضوعنا، سألناه في البداية عن رأيه في ظاهرة العري التي باتت تطبع حياة الكليات، فأعجبه الأمر وسار يصب جام غضبه على الوقت : "الله ينعل بوها وقت، ما بقاش عندهم علاش يحشموا، ما كاينش التربية يا خويا"، فاستدرجناه نحو هدفنا وهو المحجبات والملتحين، حيت قلنا له : "واش غير هاد النوع ديال الطالبات اللي كيمارسوا هاد الفضايح اللي كتقول لينا عليها ؟".
فردّ ضاحكا، "والغرايب اللي كيديروها صحابات الزيوف ما كيديروهاش العريانات، شحال من مرة كنكون ندير دورة على الأقسام، وكنتصدم بشي "لحية" شاد شي مختمرة وخدّام معاها في جنب البيرو". فسألناه : "وآش كتعمل ؟ رد علينا " كيبانو ليا مركو وداخو كندير راسي ما ديتهاش فيهم ونخرج بالزربة".
يضيف قائلا: " واحد المرة كنت كنزبر في الربيع ديال الجردة "الحديقة" وأنا نطيح في واحد المنظر ما عمرو ما يتنسى ليا". يصمت، فنسأله: "آش شفتي كاع شي واحد كيبوس في شي وحدة؟".
رد مبتسما: "وأكثر من هاد الشي، تصوروا أنني لقيت واحد من اصحاب جماعة العدل والإحسان في هادوك  الدروج ديال الجردة اللي مغطيين بالربيع، جالس مع وحدة منهم لابسة الخمار، جالسة في جنبو ومعانقها وهي كتكف... –تمارس له العادة السرية- وآصحبي عرفتي الأرض دارت بيا، وأنا ندير راسي ما شفتهمش ورجعت". سألناه إذا كانا هما رأياه، فأجاب : "وهما راهم كانو مرفوعين، هي خاشية ليدها في سروالو وهو مدخل ليدو من تحت الخمار ويعلم الله آش كيدير".

تركنا الحارس ونحن متأكدين من رواياته التي لا طالما عشناها خلال دراستنا بالكليات والجامعات، وتوجهنا نحو مجموعة من الطلبة والطالبات الذين كانوا يجلسون على عشب الحديقة، وجلسنا بجانبهم بعدما استأدناهم، كانوا يتحلقون حول طالب يحمل قطارة ويعزف أغنية من أغاني "كات ستيفن" وهم يرددون معه، وطرحنا لهم موضوع تحقيقنا بعدما أخبرناهم أننا طاقم موقع "آش كاين" الذي أكدوا لنا حب له ولمواضيعه، فأخبرنا أحدهم قائلا:
"هو الأمر ما كيتعلقش باللحايا كاملين أو المحتجبات كاملات، غير شي وحدين منهم، أنا بعد شحال من مرة كنشوف شي واحد منهم معانق شي وحدة في اللور ديال الجردة ملي كتكون خاوية".
قاطعته زميلة له: "على مالهم حتى هما ماشي بنادم، كاع بنادم كيبغي وكيعشق، أنا عندي صحبتي راها مع مجموعة "التجديد الطلابي" وكتعاود ليا على القصص ديالها مع صحيبها من التجديد الطلابي، هاداك الشي اللي كيديروه هما ما كنديروهش احنا، شحال من مرة قالت ليا كتمشي معاه لدار اختو خاوية لأنها في هولاندا وعندو السوارت ديالها، عرفتي على التعاويد ديالها ما كيخليوش شي حاجة ما كيديروهاش".
أخذ الكلام أحدهم قائلا "شحال تعطيو نديكم دابا لواحد البلاصة وتشوفوا بعينيكم العربون ؟".
أخبرناه بأنّ الأمر سيكون غاية في الأهمية بالنسبة لتحقيقنا، فقام من مكانه وطلب من زملائه مرافقتنا إلى شاطئ البحر، فقاموا جميعا وهم يرددون، "عندك الحق مشات لينا هادي، هاديك هي بلاصتهم.
غادرنا الكلية وتوجهنا نحو شاطئ البحر المجاور لكلية الحقوق والعلوم القانونية بالمحمدية، وما كدنا نبلغ رمال الشاطئ حتى كانت المفاجأة كبيرة بالنسبة لنا، شابات وشبان على طول الشاطئ على شكل تنائيات أغلبهم من الطلبة، فهذا يعانق عشيقته هنا، والآخر يسبح مع رفيقته في عالم غير عالمنا قبل وعناق وجر وهمس وقهقهات هنا وهناك، سحبنا الطالب الذي قادنا في البداية نحو أحد أزقة الفيلات المجاورة للشاطئ، وكانت المفاجأة الأكبر عندما شاهدنا أحد الطلبة وهو حليق الدقن يعانق طالبة مختمرة وقد جلست فوق فخديه وأدخل فمه في فمها وهي تحيط عنقه بذراعيها دون أن ينتبها لما يدور حولهما.

 وعندما أردنا التراجع للخلف حتى لا نثير انتباههما، أشارت لنا إحدى الطالبات المرافقة لنا نحو بوابة الفيلا، لننتبه إلى طالبة محجبة أخرى وهي تقف مستندة بظهرها على عمود البناية وقد أحاطت بحبيبها وهو طالب بلحية خفيفة وكانا يتبادلان الكلام، غير أنّ انتباه الطالبة لنا جعلها تزيل ذراعيها بسرعة وتنادي على زميلتها منبهة، فقامت هي الأخرى بشكل هستيري وقد بدى عليها الخجل بشكل كبير، وبدأت تسحب أطراف خمارها التي بقيت عالقة بمؤخرتها، تم تحركا نحو زميليهما.
وفي الجهة العليا من الشاطئ، كان عدد من الطلبة والطالبات الذين يبدو عليهم من خلال لباسهم أنهم ينتمون لجماعات وحركات طلابية إسلامية، يقفون في ثنائيات على الشارع مستندين على أحد الأسوار الذي يفصل المباني عن الرمال.


وقد طالبنا الطلبة الذين رافقونا بالقيام بجولة قصيرة لكلية الحقوق التي قالوا لنا أنها هي الأخرى تشهد قصص حب وعلاقات غرامية أكثر حرارة وتشويقا من تلك التي نتابعها على القنوات الفضائية، غير أنّ الوقت لم يسعفنا لذلك فودعناهم بعد مواعدتنا لهم بالعودة للتعمق أكثر في تحقيقنا قريبا.

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad